fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

الاحتلال الإيراني لعربستان.. ثروات طبيعية هائلة وطمس للهوية العربية

75

الاحتلال الإيراني لعربستان.. ثروات طبيعية هائلة وطمس للهوية العربية

دولة عربية قضت عليها إيران بدعم بريطاني قبل 100 عام وأنهت وجودها السياسي تمامًا وتحاول طِهران حاليًا، طمس هُوِيَّة شعبها العربية وتفريسهم؛ تارَة باستخدام القمع والاغتيالات والإبادة الجماعية، وتارة أخرى عبر التغيير الديموغرافي لسكان المنطقة، فإيران دولة متعددة القوميات والأعراق، وتضم قوميات فارسية وعربية وأذرية.

فالأيديولوجية الإرهابية الحاكمة في إيران تقوم على القمع والبطش وانتهاك حقوق الأقليات داخل إيران؛ وإقليم عربستان المحتل الذي يضم ملايين العرب، أبرز الشواهد على الإرهاب والاحتلال الإيراني وسياسة التفريس.

فمَا هو إقليم عربستان؟ ومتى احتلته إيران؟ وكيف قاوم سكانه الاحتلال الإيراني على مدار 100 عام؟ وما الموارد الاقتصادية والثروات الطبيعية التي يتمتع بها الإقليم وتتمسك بها إيران؟

يركز موقع “رواق” للأبحاث والرؤى والدراسات في هذا التقرير عبر تحليلاته، على بعض النِّقَاط المهمة حول إقليم عربستان والإرهاب الإيراني ضد سكان الإقليم العرب، والمطامع الإيرانية في موارد الإقليم الاقتصادية في هذه السطور الآتية.

ما هو إقليم عربستان؟

عربستان هي دولة عربية مستقلة، وظلت ذات سيادة لقرون طويلة؛ ابتلعتها إيران وأنهت وجودها السياسي كدولة مستقلة قبل قرابة 100 عام بدعم بريطاني، ولكنها جغرافيًّا ما تزال شاهدة على أرض وشعب رفض الرضوخ والموت أمام كل محاولات الاحتلال الفارسي وسياساته بطمس الهُوِيَّة العربية والتاريخ بالمنطقة.

يقع إقليم عربستان في الجَنُوب الغربي من إيران الحالية، وتمتد سواحل عربستان على الخليج العربي وشط العرب، ما بين البصرة غربًا، وسلسلة جبال كردستان شرقًا؛ ويحده من الجَنُوب الخليج العربي، وشمالًا سلسلة جبال لورستان.

يضم الإقليم عدة مدن أهمها: الأهواز، والمحمرة، والفلاحية، ودزفول، وتستر، ورامز، وعبادان، وبهبهان؛ وينتج الإقليم 70% من نفط إيران، وكل ما في الإقليم عربي ماعدَا اسمه، الذي فرضته إيران بقوة الاحتلال؛ فرسميًّا يدعى الإقليم باسم إقليم خوزستان وعاصمته مدينة الأحواز أو الأهواز كما تلفظها إيران التي تعتقد أنها بسياساتها ستتمكن من طمس هُوِيَّة المدينة التي ظلت تنطق بالعربية لقرون عدة، وما زالت حتى اليوم بالرغم من محاولات إيران في القضاء على كل ما هو عربي في هذا الإقليم. (إندبندنت عربية).

تاريخ إقليم عربستان:

بعد الفتح العربي الإسلامي للعراق وبلاد فارس، تحولت المنطقة المعروفة الآن باسم خوزستان، لجزء من أراضي الخلافة الإسلامية، تحت حكم الخليفة عمر بن الخطاب، وألحقت بولاية البصرة جَنُوب العراق.

وكباقي أراضي الخلافة الإسلامية، سكنت قبائل عربية من شبه الجزيرة العربية المنطقة، وأقامت فيها مدنًا رئيسية وازدهرت المنطقة خلال سنوات قليلة بحكم ما فيها من خيرات، وباتت مركزًا عربيًّا نشطًا؛ تجاريًّا واقتصاديًّا حتى جاء الغزو المغولي لأراضي الدولة العباسية. (صيد الفوائد).

وبعد انتهاء حروب المغول، تأسست دولة عربية في المنطقة عام 1436م، عرفت باسم الدولة المشعشعية، واتخذت من الحويزة التي تحولت فيمَا بعد إلى الأحواز، عاصمة لها؛ وجاء القدر فيمَا بعد أن تتوسط هذه الدولة الجديدة دولتان متصارعتان قامتا في الشرق والغرب، هما: الدولة الصفوية والدولة العثمانية؛ لكنها استطاعت أن تنتزع اعتراف رسميًّا من كليهما باستقلاليتها وسيادتها، وباتت تعرف باسم مملكة عربستان وتعنى مملكة أرض العرب.

وفي العام 1724م، انتقل الحكم في مملكة عربستان إلى بني كعب الذين استمروا في حكمها، وبعد الحرب العالمية الأولى، قررت إيران وبدعم من البريطانيين، القضاء على مملكة عربستان واحتلالها عام 1925م، وليبدأ كل شيء في عربستان بالتغير، ولتبدأ مقاومة ستمتد لقرابة 100 عام.

سياسات الاحتلال الإيراني في عربستان:

كانت مملكة عربستان تفصل بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية، وعقب سقوط الدولة العثمانية في العام 1923م، بدأت المطامع الإيرانية تظهر في أراضي مملكة عربستان؛ ففي العام 1920م جرى اتفاق بين بريطانيا وما كانت تعرف في ذلك الوقت بدولة فارس التي تحوَّل اسمها في العام 1934م لإيران، على ضم أراضي مملكة عربستان المستقلة إلى دولة الفرس، وكان ذلك زمن الدولة البهلوية حليفة الإنجليز في ذلك الوقت.

وفي عام 1925م قرر الشاه الإيراني تنفيذ الاتفاق، ودخلت قواته أراضي مملكة عربسان وفرضت سلطتها بالقوة، بعد حملة قمع وقتل واسعة، مستغلًا بذلك سقوط الدولة العثمانية واستعمار بريطانيا للدول العربية، فلم يجد الشاه وجيشه ممانعة من أي طرف خارجي سوى مقاومة أبناء الأحواز أنفسهم. (إيلاف).

حيث دخل الجيش الإيراني مدينة المحمرة بتاريخ 1925 لإسقاطها وإسقاط آخر حكام الدولة وهو خزعل جابر الكعبي، وكان قائد القوات الإيرانية آنذاك رضا خان، ويُعد السبب الأقوى لاحتلال إيران لهذه المنطقة كونها غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز، وتوجد فيها الأراضي الزراعية الخصبة، حيث يصب فيها أحد أكبر أنهار المنطقة، وهو نهر كارون الذي يسقي السهول الزراعية الخصبة.

فمنطقة الأحواز هي المنتج الرئيسي لمحاصيل، مثل: السكر والذرة في إيران، وتساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة بحوالي نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وأكثر من 80% من قيمة الصادرات في إيران وللمفارقة العجيبة فالأحواز من أغنى المناطق المطلة على الخليج بالثروات الطبيعية الهائلة. (فرنسا 24).

وكانت أول قرارات الاحتلال، هي هدم المدارس والمراكز الثقافية في الإقليم، تمهيدًا لطمس هويتها وثقافتها، وفرض ما سيعرف لاحقًا بسياسة تفريس الإقليم، أي: فرض الثقافة الفارسية فيه؛ فمنعت إيران تعليم اللغة العربية والتحدث بها، ومنعت إصدار الصحف والمنشورات التي كانت تصدر باللغة العربية، كما منعت ارتداء الأزياء العربية.

وأجبرت سكان الإقليم على التحدث بالفارسية، وجعلت معاملاتهم باللغة الرسمية باللغة الفارسية؛ حتى الأسماء، حولتها جميعها إلى اللغة الفارسية، فبدلًا من عربستان، بات الإقليم يطلق علية اسم: خوزستان، ومدينة المحمرة، باتت تعرف باسم خورمشهر، والأحواز باتت الأهواز.

ويُعاني العرب أيضًا من صعوبة الحصول على فرص لدخول الجامعات الإيرانية، فبحسب أمير طاهري الباحث في قضية الأحواز، تكون فرصة دخول الجامعات الإيرانية للعرب أقل باثنتي عشرة مرة من نظرائهم الإيرانيين، بسبب سوء التعليم في مقاطعتهم، وبسبب طبيعة أسئلة امتحان الدخول للجامعات الإيرانية التي تجرى باللغة الفارسية وتركز على الحضارة الفارسية.

ويعاني العرب من التمييز في فرص العمل والرتب الوظيفية والرواتب مقارنة بنظرائهم من غير العرب؛ علاوة على ذلك، اتبعت السلطات سياسة تفريس الإقليم لتغيير طابعه السكاني، فجلبت آلاف العائلات من المزارعين الفرس إلى الإقليم منذ عام 1928، وأدى اكتشاف النفط في الإقليم عام 1908 إلى جذب مئات الآلاف من الفرس إلى خوزستان مما غير التركيبة السكانية. (العربية).

كما اقتطع الشاه أجزاء من أراضي الإقليم العربية وألحقها بمحافظات فارسية، كإيلام وفارس وأصفهان؛ ولتبدأ رحلة مقاومة للشعب العربي الأحوازي قابلتها سلطات الاحتلال الإيراني بالرصاص والقمع، ومن المؤسف أن يعتقد البعض من غير المتابعين لقضية الأحواز: أن الشعب العربي في الأحواز لم يقاوم لقضيته، وأنهم قبلوا بالاحتلال الإيراني لأراضيهم، وهذا غير صحيح.

مقاومة سكان عربستان للاحتلال الإيراني:

حيث يشهد التاريخ على واحدة من أقوى أنواع المقاومة التي قامت في إقليم عربستان، ومنذ اليوم الأول الذي دخل فيه المستعمر الإيراني؛ حيث في العام نفسه الذي احتلت فيه الأحواز العام 1925م، خرجت ثورة قادها بقايا الجيش العربي، والذين كانوا يعرفون بالغلمان، وسميت ثورتهم: “ثورة الغلمان”؛ وفي هذه الثورة، هرب جنود إيرانيون باتجاه الكويت، وسيطر الثوار على مدينة المحمرة، لكن المدفعية الإيرانية تمكنت من وأد الثورة بعد أن دمروا المدينة على من فيها وقتلوا الآلاف من سكانها.

وبعد أشهر خرجت ثورة أخرى قادها الشيخ عبد المحسن الخاقاني، لكن السلاح البريطاني الذي كان مع الجيش الإيراني، جعل الغلبة للفرس من جديد.

وبعد 3 سنوات وبالتحديد في العام 1928م، خرجت ثورة جديدة شاركت فيها حتى النساء بقيادة محيي الدين الذئبق، وتمكنت من إقامة حكومة عربية لمدة 6 أشهر في مدينة الحويزة، لكن الإيرانيين فرضوا حصارًا على المدينة قطعوا فيه المؤن والطعام، ما أخمد الثورة في النهاية.

ليأتي العام 1936م، وتنطلق في الأحواز ثورة جديدة أعلنتها قبائل بني طرف ثورة على نظام الشاه، فقام الشاه بتسيير جيش كبير، وأمر بجمع 16 من زعماء القبائل العربية ودفنهم أحياء ليكونوا عبرة لغيرهم. (حبر أبيض).

وفي عام 1940م، تحركت عشائر بني كعب، وعشائر كنانة، وعشائر الخزرج، وقاموا بثورة ضد الإيرانيين، وانتهت بإعدام الشاه لقادة العشائر، كذلك في العام 1943م، اندلعت ثورة قادها الشيخ جاسب بن الشيخ خزعل، وانتهت بمقتله.

وفي العام 1945م عادت عشيرة بني طرف، وعشيرة بني كنانة، لتبدأ ثورة جديدة ضد الإيرانيين دامت 6 أشهر، وانتهت بعد أن حرك الشاه أكبر جيش باتجاه الأحواز، وتمكن من إخماد الثورة، وفي العام 1946م، ثار الشيخ مذخور الكعبي بعد قيام السلطات الإيرانية بإحراق عائلات أحوازية بنسائها وأطفالها، وتمكن الإيرانيون من قمعها.

وفي هذا العام 1946م، قرر شعب الأحواز التوسع في نضالهم، فبجانب المقاومة العسكرية، قاموا بإنشاء أحزاب سياسية تحمل قضية الأحوازيين للعالم؛ فتكونت في الإقليم أولى الأحزاب السياسية وعرف حينها باسم حزب السعادة، الذي أحرق رئيسه مع عائلته حيًّا من قبل سلطات الاحتلال الإيراني. (حبر أبيض).

لاحقًا تكونت منظمات ثورية وسياسية عدّة، منها: منظمة الجماهير الثورية، وحركة التحرير الوطني، والمجلس الوطني الأحوازي، والجبهة العربية لتحرير الأحواز، وجبهة تحرير عربستان، وأحزاب عدة كحزب التضامن، والحزب الديموقراطي الأحوازي.

وجميع هذه الحركات، قاومت بكافة الأساليب الممكنة والمتاحة، من النضال العسكري إلى المظاهرات السلمية، حتى باستخدام المفاوضات؛ وفي عام 1979م، حين ثار الشعب الإيراني على حكومة الشاه، كان الأحوازيون في طليعة الثوار، حيث ظنوا أن سقوط الشاه قد يساهم في تحقيق حلمهم بالاستقلال، لكن مجيء الخميني للسلطة بأيديولوجيته الإرهابية المتطرفة وفرض نظامًا أكثر استبدادًا، بدد أحلامهم بالاستقلال، على الرغم من ادعائه أن ثورته إسلامية! ما جعل الأحوازيين الذين بغالبيتهم من المذهب الشيعي يستبشرون خيرًا، لكن الخميني أظهر لهم وجهه الفارسي سريعًا وضاعف معاناتهم، حتى دخول العراق في حربًا مع إيران العام 1980م، واعتقد الأحوازيون بعدها أن بلادهم ستحرر، ولكن انتهاء الحرب دون الغلبة لمصلحة أي طرف، جعلهم يعاودون الاعتماد على أنفسهم، ويكملوا طريق نضالهم لاسترداد أرضهم وبلادهم.

الانتهاكات الإيرانية بحق المدنيين في عربستان:

لم تكن ردة الفعل الوحيدة من إيران على مطالبات الأحوازيون وثوراتهم هي القمع وإخماد الثورات، بل شملت أيضًا إجراءات عنصرية بحقهم، فقد منع الأحوازيون من المشاركة السياسية في إيران، إلا مَن يثبت ولاءه منهم لنظام طِهران.

كما بالإضافة إلى سياسة التفريس، سعت إيران إلى إحداث تغيير ديموغرافي في الإقليم، عبر تهجير سكانه الأصليين إلى مناطق ذات غالبية فارسية، وجلب فرس وإسكانهم في مناطق العرب؛ كما قامت الأنظمة الإيرانية المتعاقبة، بحرمان العرب في الأحواز من الخِدْمَات والتنمية، حتى بات الإقليم أفقر مناطق إيران، وليس هذا فقط، بل قامت سلطات الاحتلال الإيراني أيضًا، بحرمان أبناء الإقليم حتى من خيرات أرضهم، التي تُعد الأخصب والأغنى بالموارد الطبيعية في إيران، ووصلت الانتهاكات الإيرانية حتى تسميم مياه الأنهار التي يشرب منها عرب الأحواز، كما أن الإقليم شاهد على أعلى نسبه إعدامات تنفذها سلطات الاحتلال الإيرانية التي تعد ثاني البلاد في العالم من حيث تنفيذ عقوبة الإعدام خلف الصين.

كل هذه الإجراءات التعسفية والاستعمارية، دفعت حَسَبَ تقرير أعدته شبكة DW news الإخبارية الألمانية عددًا من سكان الإقليم من الشيعة، بتغيير مذهبهم إلى المذهب السني نكاية في إيران التي يحكمها نظام طائفي جعفري.

الموارد الاقتصادية والطبيعية بإقليم عربستان:

تبلغ مساحة دولة عربستان المحتلة قرابة 375 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يعادل مساحة كلٍّ من: سوريا ولبنان وفلسطين والأردن مجتمعة، ويسكنها قرابة 8 ملايين عربي، وتُعد عربستان هي خزان إيران النفطي، حيث يشكل النفط الأحوازي قرابة 87% من النفط الإيراني، كما يشكل الغاز الأحوازي كامل الغاز في إيران.

وتصب في الإقليم ثماني أنهار وهو ما يجعل 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في إيران، تقع ضمن أراضي إقليم عربستان المحتل، كما أن أشهر مفاعلات إيران النووية “مفاعل بوشهر”، موجود على أراضي الإقليم.

كذلك نصف السواحل الإيرانية المطلة على الخليج العربي تابعة لإقليم الأحواز، وهو ما يعطي إقليم عربستان المحتل، أهمية اقتصادية وجغرافية وتجارية كبيرة، وكل هذا دفع السلطات الإيرانية في زمن الشاه وزمن المرشد، إلى التمسك بقوة بإقليم الأحواز.

حيث إن جزءًا كبيرًا من نشاطات الحرس الثوري الإيراني، تتركز في إقليم الأحواز، وذلك تحسبًا لأي انتفاضة أو حركة بوجه الإيرانيين، كالتي حدثت مؤخرًا العام 2005م، التي ردت عليها إيران بالاعتقالات والقمع، بل حتى القتل، فاستقلال الإقليم يعنى ضربة قاصمة لإيران واقتصادها.

وأكثر ما يؤلم أهل الأحواز، ليس فقط القبضة الدامية للاحتلال الإيراني على بلادهم، وإنما الصمت والتجاهل الدولي لقضيتهم، حيث ظلت قضية عربستان سنوات طويلة تعاني التجاهل من قبل الدول العربية والغربية، وتركوا وحدهم لمواجهه الإيرانيين وبطشهم؛ إلا أن مؤخرًا تدور أقاويل عن دعم مفترض من دول أوروبية وغربية لقضية الأحواز، ولا يزال شعب الأحواز العربي القابع تحت سلطة الاحتلال الإيراني، ينتظر أن تلتفت بقية دول العالم لقضيتهم.

حركة تحرير الأحواز:

في عام 1999م تأسست حركة تحرير الأحواز من قبل مجموعة من عرب الأحواز، وتهدف الحركة إلى إنشاء دولة عربية في الأحواز وإنهاء الوجود الإيراني وتحرير كامل أراضي الأحواز، وبدأت نشاطها العسكري في أعقاب انتفاضة يونيو 2005م.

ولاقت الحركة دعمًا من عدة دول بالمنطقة إضافة إلى دعم من قبل الدول الغربية، بعد أن سلطت وسائل إعلام عربية وعالمية الضوء على قضية الأحواز، وتُعد حركة تحرير الأحواز إحدى أشكال مقاومة الاحتلال الإيراني لإقليم الأحواز، حيث كما ذكرت سابقًا تتعدد أشكال المقاومة العربية في الأحواز، وتأخذ طابعًا ثوريًّا وعسكريًّا وسياسيًّا.

الخلاصة:

– إقليم خوزستان التابع للجمهورية الإيرانية، كان دولة عربية مستقلة لقرون عدة، وقد تأسست العام 1436م، عقب حروب المغول ضد الدولة العباسية، وكانت تسمى بمملكة عربستان وتعني أرض العرب؛ ولكن وعقب الحرب العالمية الأولى، جرى الاتفاق بين إيران وبريطانيا على احتلال مملكة عربستان وإنهاء وجودها السياسي وطمس الهوية الثقافية لشعب عربستان، فتحركت الجيوش الفارسية وضمت مملكة عربستان العام 1925م.

– عقب احتلال إيران لأراضي عربستان العام 1925م، بدأت بانتهاج سياسة عدائية اتجاه السكان، ففي البداية منعت سلطات الاحتلال الإيراني السكان العرب في عربسان من التحدث باللغة العربية، وأعادت تسمية المدن والأقاليم في عربستان بأسماء فارسية، بل حتى غيرت اسم عربستان إلى خوزستان، ومنعت ارتداء الملابس العربية أو إقامة أي رموز قد ترمز للهوية العربية للمنطقة، وكل هذا جزء من سياسة تفريس الإقليم، أي: فرض الهُوِيَّة الثقافية الفارسية على السكان العرب القابعين تحت سلطة الاحتلال الإيراني.

– يشهد تاريخ عرب الأحواز على واحدة من أطول فترات المقاومة التي بدأت العام 1925م، عقب دخول المستعمر الإيراني إلى أراضي المنطقة؛ حيث قاوم العرب الاحتلال الإيراني لمنطقتهم بكل الطرق والسبل الممكنة، من خلال الثورات السلمية والأحزاب السياسية والكفاح المسلح ضد المحتل، وفي المقابل: كان القمع والبطش والمجازر الإيرانية والإعدامات ضد العرب في الأحواز.

– تتمسك إيران بمنطقة عربستان لما فيها من ثروات طبيعية وموارد اقتصادية هائلة، حيث تضم المنطقة العديد من الأراضي الزراعية الخصبة والأنهار وحقول النفط والغاز، بالإضافة إلى ساحل عربستان المطل على منطقة الخليج العربي، فكل هذه الموارد الطبيعية والموقع الجغرافي المتميز، شكل مطمعًا للاحتلال الإيراني، وجعل السلطات الإيرانية المتعاقبة تتمسك باحتلالها للإقليم.

المصادر:

إندبندنت عربية

بي بي سي عربية

صيد الفوائد

حبر أبيض

العربية

فرنسا 24

إيلاف

التعليقات مغلقة.