fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

دراسة تحليلية حول الأزمة الليبية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري

1٬094

صفحة (6/2)

  • المبحث الأول: طبيعة الدولة الليبية تاريخيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا:

      ليبيا بلد عربي مسلم، والمجتمع الليبي مجتمع محافظ، يلعب التكوين القبلي فيه دورًا مهمًا، ويبلغ عدد سكانها حوالي: ستة ملايين نسمة، ومساحتها الإجمالية: 1,757,000 كم2، وهي تطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط في مواجهة أوروبا بأطول شاطئ على البحر (1800 كيلومتر).

وبذلك تعد ليبيا رابع أكبر البلدان مساحة في قارة إفريقيا، والسادسة عشرة على مستوى العالم.

ويحدّها شرقًا كل من مصر والسودان، وجنوبًا كل من تشاد والنيجر، أما من الغرب فإنها تجاور كلًّا من الجزائر وتونس. وطرابلس هي عاصمة ليبيا، وهي إحدى مدنها الكبرى، وتقع في غرب البلاد.

  • تاريخ الدولة الليبية:

1- الحقبة العثمانية:

      في عام 1551م دخل العثمانيون إلى ليبيا، واستمر العهد العثماني الأول حتى عام 1711م عندما أسس أحمد باشا القرمانلي نظام حكم واستقل عن الدولة العثمانية، واستمرت الدولة القرمانلية حتى عام 1835م، وعاد العثمانيون إلى ليبيا، واستمر العهد العثماني الثاني حتى عام 1911م.

      واستخدمت الدولة العثمانية ليبيا كقاعدة لخدمة وتهديد الدول الأوروبية، وخاصة فرنسا؛ سواء في البحر المتوسط أو في العمق الإفريقي في بلاد فزان وما وراءه من بلاد السودان.

      وكانت القيادات المحلية السنوسية والولاة العثمانيون في طرابلس حريصين على الحصول على الدعم العثماني المركزي لمواصلة سياستهم الإفريقية في مواجهة فرنسا عسكريًّا في حوض تشاد، وبلاد النيجر.

2- الاحتلال الإيطالي:

 قُرب ليبيا من إيطاليا جعلها في مرمى الهدف الرئيس لها، وفي عام 1911م شهدت ليبيا غزوًا إيطاليًّا، وفي عام 1912م تمكَّنت إيطاليا من حكم المقاطعات الثلاث: (طرابلس، وبرقة، وفزان).

وأثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) تحالف السنوسيون مع البريطانيين ضد الإيطاليين، وبعد الحرب وانهزام إيطاليا، حصلت بريطانيا على إقليم برقة وطرابلس، وفرنسا على إقليم فَزَّان إلى عام 1951م.

3- الاستقلال الملكي:

      في أوائل القرن العشرين ظهرت في ليبيا ثلاث وحدات جغرافية وتاريخية منفصلة، هي: طرابلس وبرقة وفزان، وبحلول عام 1951م أعلنت الأمم المتحدة استقلال ليبيا رسميًّا، وتوحّدت ليبيا وأصبحت بلدًا مستقلًا، وتم تأسيس المملكة الليبية المتحدة بنظام فيدرالي يضم ثلاث ولايات، كان ملكها محمد إدريس بن المهدى بن محمد بن علي السنوسي.

وفي عام 1963م قام بتعديل الدستور، وأسس دولة ليبيا الموحدة باسم: المملكة الليبية، وعاصمتها طرابلس حتى عام 1969م.

4- الجمهورية الليبية:

     في سبتمبر عام 1969م قامت مجموعة من الضباط بإعلان قيام ثورة الفاتح من سبتمبر؛ ليعلنوا قيام الجمهورية العربية الليبية، وتم إقصاء الملك إدريس السنوسي أثناء سفره خارج البلاد لتلقي العلاج، وكان قائد الثورة الملازم ثم العقيد معمر محمد عبد السلام القذافي، ثم رئيسًا لليبيا حتى قُتل عام 2011م، وقد غيّر القذافي الاسم الرسمي لليبيا إلى: الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.

  • التوجهات السياسية للدولة الليبية قبل 2011:

خاضت ليبيا خلال حكم القذافي حروبًا في تشاد وأوغندا والكونغو، ودعمت حركات التمرد في وسط وغرب إفريقيا، وشرقها في إريتريا، ودعمت جون جرانج حتى انفصل بجنوب السودان عن شماله، كما دعمت الجيش الإيرلندي الذي قاتل بريطانيا، كما عادت الولايات المتحدة خلال فترة الثمانينيات.

نادى القذافي عام 2000م بضرورة قيام الولايات المتحدة الإفريقية، وأعلن عن قيام الاتحاد الإفريقي في الأول من مارس 2001م، وفي فبراير 2009 أصبح القذافي رئيسًا للاتحاد الإفريقي، وأعلن عزمه إنشاء الولايات المتحدة الإفريقية.

  • الأوضاع الاقتصادية الليبية:

يعد اكتشاف النفط في عام 1959م ما غير ليبيا إلى واحدة من أغنى بلاد العالم؛ ثروة هائلة من النفط والغاز، وأكبر احتياطي للنفط في إفريقيا يبلغ 74 مليار برميل، واحتياطي من الغاز يبلغ 178 ترليون قدم مكعب؛ إنها ثروة لا يمكن لأي دولة في عالم القرن الواحد والعشرين أن تضعها خارج حساباتها الإستراتيجية.

كانت ليبيا سادس أكبر مصدر للنفط الخام في العالم قبل 2011، ليتجاوز الإنتاج الليبي ثلاثة ملايين برميل يوميًّا، ورغم ذلك لا يوجد أثر لتلك الثروة في ليبيا –كما نرى في الخليج العربي مثلًا-؛ لا في معيشة شعبها، ولا في عمارتها وبنيتها الأساسية؛ فرغم العائدات الباهظة من البترول إلا أنه تم صرفها في غير موضعها؛ فلا يوجد أثر لتلك الثروة النفطية في بناء ليبيا مقابل حجم الصادرات النفطية الليبية.

صفحة (6/2)

التعليقات مغلقة.