fbpx
مركز رواق للأبحاث والرؤى والدراسات

بين التهدئة والحرب: توترات إيران وأذربيجان … لماذا تغيرت قواعد اللعبة في القوقاز؟!

161

بين التهدئة والحرب: توترات إيران وأذربيجان لماذا تغيرت قواعد اللعبة في القوقاز؟!

المقدمة:

 تشهد العلاقات بين إيران وأذربيجان فتورًا، وأحيانًا توترًا ملحوظًا؛ بسبب الاتهامات المتبادلة التى يطلقها مسئولو البلدين، وفي مقدمتهم الرئيس إلهام علييف، الذي تحدث عن توغل عربات عسكرية إيرانية داخل الأراضي الأذربيجانية، خلال مناورات عسكرية إيرانية قرب الحدود المشتركة.

الفتور والتوتر ظهرت بوادرهما خلال الحرب الأذربيجانية – الأرمينية العام الماضي، عندما تحدثت المعلومات عن دعم إسرائيلي واسع ومكثَّف للجيش الأذربيجاني جنبًا إلى جنب مع الدعم التركي، اللذين أسهما في الانتصار الذي حقَّقه الجيش الأذربيجاني على أرمينيا.

وتوضح حادثة الشاحنات وتوقيت المناورات والانتقادات المتبادلة بين باكو وطهران: أن الأزمة متعلقة بشكل مباشر باتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته روسيا بين أذربيجان وأرمينيا بتنسيق مع تركيا العام الماضي، وأوقف حرب «ناغورنو قرة باغ” الثانية، وأتاح تبادلًا للممرات عبر أراضي أذربيجان بين أرمينيا وعاصمة إقليم قرة باغ، وعبر أراضي أرمينيا بين إقليم ناخشيفان وأذربيجان.

ويرى المراقبون أن التوتر مرتبط بشكل مباشر بهذا الاتفاق الذي أتاح تبادلًا للممرات عبر أراضي أذربيجان بين أرمينيا وعاصمة إقليم قرة باغ، وعبر أراضي أرمينيا بين إقليم ناخشيفان.

وعلى الرغم من الترحيب الرسمي به، واعتباره ذا أهمية لإحلال السلام في جنوب القوقاز، فإن إيران تعتبر نفسها خاسرة من الاتفاق، نتيجة لما يحمله من مخاوف وقلق مما يمكن أن تصل إليه ترتيبات الأوضاع في مراحل مقبلة، لكن أكثر ما أثار مخاوف إيران هو ما تردد حول بيع إسرائيل إلى باكو طائرات مسيَّرة وتكنولوجيا تجسس تعمل عبر الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية، وما تردد مؤخرًا عن قيام إسرائيل بإنشاء قواعد ومحطات رادارات قرب الحدود مع إيران؛ لمراقبة التحركات العسكرية الإيرانية ورصد الصواريخ الإيرانية في حال إطلاقها صوب إسرائيل، فيما تعمل شركات إسرائيلية على إقامة مشاريع زراعية وصناعية جنوب أذربيجان، على بُعد 50 كم من الحدود مع إيران.

والمعلومات التي تتحدث عن دور إسرائيل في استفزاز المشاعر القومية لدى الأذريين من مواطني إيران، وهم يعيشون قرب الحدود مع أرمينيا وأذربيجان؛ بالإضافة إلى المساعي الدولية التي تُبذل لتحقيق المصالحة بين أذربيجان وأرمينيا، التي يمكن أن تسهم في تشكيل تكتل جديد في منطقة القوقاز قد يستهدف إيران.

كيف بدأت هذه التوترات وما مآلات التهدئة واحتمالات الحرب … هذا ما سنتعرض له في هذا البحث إن شاء الله..

كيف بدأ التصعيد الإيراني؟

أجرت قوات الحرس الثوري الإيراني مناورة عسكرية في 19 سبتمبر على حدود أذربيجان دون إعلان مسبق، شاركت فيها القوات البرية للحرس بمعداتها الثقيلة وسلاح المروحيات، وكان الرئيس الأذربيجاني “إلهام علييف”، علَّق على التحرك الإيراني وحشد القوات على الحدود المشتركة، وفي الوقت الذي قال: “إن المناورة تتم وفقًا لـ”سيادة إيران” على أراضيها، لكنه تساءل: لماذا لم تجرِ إيران مناورات عسكرية خلال ثلاثين سنة من احتلال أرمينيا لثلاث مناطق حدودية، وهي: فضولي وجبرائيل وزنغَلان؟!”.

وجاء رد الخارجية الإيرانية: أن إجراء مناورات عسكرية هو قرار «سيادي» لإيران، وكرر وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان هذه المواقف، واعتبر أمير عبد اللهيان أن تصريحات علييف “مثيرة للتعجب ومؤسفة”؛ لذلك جاء تهديد رئيس أذربيجان “أوغلو علييف”، بإشراك قوى دولية وإقليمية في حال تمادت إيران في المناورات العسكرية التي بدأتها قرب الحدود بين البلدين، في إشارة ضمنية إلى العلاقة الوثيقة، ومنها: التعاون العسكري بين باكو وتل أبيب.

مَن وراء التصعيد بين أذربيجان وإيران؟

تقوم إسرائيل بعمليات عسكرية واستخباراتية واقتصادية في أذربيجان، كما تسعى لتوسيع رقعة هذا التأثير في القوقاز عبر الوجود في جورجيا القريبة من إيران، حيث تنظر طهران بقلق إلى العلاقات الوطيدة بين جمهورية أذربيجان وإسرائيل التي ارتقت منذ سنوات إلى المستويين: العسكري والأمني؛ بالإضافة إلى العلاقات التجارية والاقتصادية وفي مجال الطاقة، وقد أسهمت تل أبيب في تفوق وانتصار أذربيجان خلال الحرب الأذربيجانية – الأرمينية العام الماضي، عندما تحدثت المعلومات عن دعم إسرائيلي واسع ومكثف للجيش الأذربيجاني، وكان سببًا في الانتصار الذي حققه الجيش الأذربيجاني.

وساهمت الطائرات المسيرة الهجومية مساهمة كبيرة في انتصار أذربيجان، وكان هذا الانتصار عبر بيع باكو طائرات مسيرة وتكنولوجيا تجسس تعمل عبر الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية سببًا كافيًا لمزيدٍ مِن التنسيق والتعاون بين البلدين، حيث تحدثت المعلومات الصحافية عن قيام “إسرائيل” بإنشاء قواعد ومحطات رادارات قرب الحدود مع إيران لمراقبة التحركات العسكرية الإيرانية ورصد الصواريخ الإيرانية في حال إطلاقها صوب “إسرائيل”، فيما تعمل شركات إسرائيلية على إقامة مشاريع زراعية وصناعية شبيهة بنظام المستوطنات اليهودية جنوب أذربيجان، وعلى بعد 50 كم من الحدود مع إيران.

نتائج عاكسة:

وترتيبًا على ما سبق، فقد تخوفت طهران من الوجود الإسرائيلي والداعم لأذربيجان، بمختلف أشكاله العسكرية والاستخباراتية، ورأت فيه خطرًا على أمنها القومي، وخاصة مع المعلومات التي تتحدث عن دور الموساد في استفزاز المشاعر القومية لدى الآذريين من مواطني إيران، وهم يعيشون قرب الحدود مع أرمينيا وأذربيجان، وعددهم نحو ثلاثين مليونًا، مقابل ثمانية ملايين هم سكان أذربيجان، ولا تكتفي تل أبيب بهذا الدور والوجود العملي الفعال عسكريًّا واستخباراتيًّا وإعلاميًّا واقتصاديًّا في أذربيجان، بل كانت تستفيد أيضًا تل أبيب من وجودها الاستخباراتي الواسع في أفغانستان خلال الاحتلال الأميركي هناك، كما تتخوف طهران من تأثير جمهورية أذربيجان على الأتراك الأذربيجانيين في إيران، الذين يبلغ عددهم حوالي 20 مليون نسمة من إجمالي 85 مليون من سكان البلد، حيث ينظرون إلى جمهورية أذربيجان كامتدادٍ قومي وثقافي ولغوي لهم؛ لذلك قد يكون التعاون الوثيق بين أذربيجان وإسرائيل يعمل على مزيد من التصعيد مع إيران، وكما كانت إسرائيل من الدول الأولى التي اعترفت بأذربيجان عندما أعلنت استقلالها عام 1991، فقد صارت جزءًا من منظومتها الإستراتيجية، في هذه المنطقة.

وقد توطدت المصالح بين البلدين التي من أهمها الآتي:  

(*) تعد أذربيجان بالنسبة لإسرائيل جزءًا من إستراتيجيتها العامة؛ سياسة الأطراف التي تتبعها سياسة تعتمد على إقامة علاقات متينة مع دولة قريبة من دولة أخرى عدوة، وقد وجدت تل أبيب في أذربيجان بوابة لعدو؛ لأنها تشكِّل ساحة خلفية لإيران، كما أنها دولة نفطية.

(*) تغطي أذربيجان 60% من حاجة “إسرائيل” إلى البترول الذي يصل إلى ميناء جيهان التركي بواسطة الأنابيب، ويجري نقله إلى ميناء حيفا بناقلات النفط التي يقال: إن مالكيها هما: نجل الرئيس رجب طيب أردوغان، ونجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدرم، بأسعار رخيصة.

(*) لعبت الجالية اليهودية دورًا مهمًّا في تطوير العلاقات بين الدولتين، وهاجر أكثر من 70 ألف يهودي من أذربيجان إلى إسرائيل في بداية التسعينيات، يعمل معظمهم الآن في صناعات النفط والغاز بفضل خبرتهم التي اكتسبوها في بلادهم النفطية، وبقي في أذربيجان اليوم 30 ألف يهودي يسكن معظمهم في العاصمة.

(*) في السنوات الأخيرة، أصبحت أذربيجان وجهة سياحية مهمة للإسرائيليين (حوالي 50000 سائح سنويًّا قبل وباء جائحة كورونا).

(*) هناك تعاون بين أذربيجان وإسرائيل في المجال الصحي، مجموعة عمل مشتركة بين الوزارات في مجال الزراعة، وتعاون في مجال المياه وتحلية المياه”.

(*) تمتلك شركة الطيران الإسرائيلية مصنعًا للطائرات بدون طيار في “باكو”، بالشراكة مع الحكومة المحلية، سُمِّي المصنع على اسم الرئيس المؤسس للجمهورية، وهو والد الرئيس الحالي.

(*) عند إقامة المعرض الأمني الأول في تاريخ أذربيجان احتلت الصناعة العسكرية الإسرائيلية 20 في المائة من مساحة المعرض؛ مما يؤكِّد أهمية التعاون العسكري بين البلدين.

(*) هناك مساعٍ لتل أبيب لإنشاء محطات تجسس إسرائيلية في جورجيا، هدفها مراقبة التحركات العسكرية الإيرانية والتنصت على الاتصالات الإيرانية، وهي المهمة التي تقوم بها قاعدة كوراجيك الأميركية جنوب شرق تركيا، ومهمتها الأساسية إبلاغ تل أبيب فور انطلاق أي صاروخ إيراني باتجاه “إسرائيل”، حتى يتسنى للقبة الحديدية التصدي له قبل دخوله الأجواء الفلسطينية.

(*) قد تكون هناك مساعٍ إسرائيلية وأخرى تركية لتحقيق المصالحة بين أذربيجان وأرمينيا، ليُسهم ذلك في تشكيل تكتل جديد في منطقة القوقاز قد يستهدف إيران، بل وروسيا، اللتين تسعيان معًا للتصدّي لمثل هذا التحرك.

(*) هناك دعم كبير في تطوير العلاقات بين أذربيجان و”إسرائيل”، في جميع المجالات، وأهمها: العسكرية والاستخباراتية، حيث تبيع تل أبيب ما قيمته مليار دولار سنويًّا من الأسلحة والمعدات العسكرية لأذربيجان، وهو ما ينم عن عمق العلاقة مع تل أبيب، حيث إن 80% من العلاقات بين البلدين خفية، ليستمر الهدف الرئيس لـ”إسرائيل” من دون شك، وهو: عرقلة إيران، وعرقلة مشاريعها في: سوريا، ولبنان، واليمن، والخليج، وأماكن أخرى في العالم.

ويبقى التساؤل: طالما تظل إسرائيل متهمة كطرف ثالث في توتر العلاقة بين إيران وأذربيجان، بل وتعمل على إعادة ترسيم الحدود بين إيران وأذربيجان وأرمنيا، وبالتالي حذف أرمنيا من الحدود الإيرانية، وهذا الأمر مهم بالنسبة لإيران؛ لأنها تنظر إلى أرمينيا كبوابة مهمة نحو جنوب القوقاز، ونحو القارة الأوروبية في التجارة الخارجية، فهل تنجح طهران في التعامل مع هذه الظروف المستجدة دون خسائر؟

وهل ستسمح بأي تغييرات جيوسياسية في الخارطة في حدودها مع أرمنيا أو أذربيجان؟

وهل تعي طهران أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” يملك قاعدة كبيرة في أذربيجان، وله مواقع متقدمة للتجسس، وربما التخطيط للقيام بهجمات عليها من داخل الأراضي الأذربيجانية لاستهداف بعض المنشآت النووية الإيرانية؟

محددات التهدئة:

يُوحي التصعيد الجاري بين إيران وأذربيجان بأن العلاقات بينهما دخلت مرحلة جديدة؛ عنوانها الأساسي: “التوتر”، لكن على الرغم من ذلك قد تكون هناك محددات مساعدة للتهدئة وصولًا إلى تفاهمات بين الدولتين.

ولعل من أهم هذه المحددات الآتي:

1- العامل الروسي في التهدئة: تسعى موسكو في إطار رؤيتها الأوراسية إلى استيعاب كافة الأطراف التي تشملها هذه الرؤية في إطار صراعها مع الغرب، وهي بحكم دورها التاريخي الفاعل في القوقاز مرشحة للقيام بدور التهدئة بين كل من إيران من جهة، وتركيا وأذربيجان من جهة ثانية.

وقد بدا هذا الأمر جليًّا خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان إلى موسكو في 6 أكتوبر الجاري والحديث الذي تسرب عن مقترح من نظيره الروسي، سيرغي لافروف، عن آلية اقترحتها موسكو تقوم على إطلاق صيغة (3 + 3) أي دول جنوب القوقاز الثلاث: (جورجيا وأرمينيا وأذربيجان)، والدول الثلاث المجاورة: (روسيا وتركيا وإيران)، لمعالجة المشكلات القائمة بينها، وهو ما قد يلقى قبولًا من الأطراف المعنية بالتصعيد الجاري في القوقاز؛ تطلعًا إلى التهدئة والتعاون والمشاريع الإقليمية.

2- دبلوماسية المصالح بين إيران وتركيا: تدرك طهران حجم التأثير التركي على أذربيجان، كما تدرك أهمية استمرار التعاون مع أنقرة في الملفات الساخنة في المنطقة، من سوريا وصولًا إلى القوقاز ومرورًا بالعراق، وملفات التعاون الثنائي لا سيما الطاقة.

وعليه لم تتأخر إيران في طرق باب أنقرة عندما أرسلت نائب وزير خارجيتها علي باقري كني إلى هناك يوم 7 أكتوبر الجاري في محاولة للتوصل إلى رؤية مشتركة بخصوص التصعيد الجاري في جنوب القوقاز، كما كان لافتًا عدم إطلاق تركيا طوال الأيام الماضية أي تصريحات مستفزة للجانب الإيراني بخصوص هذا التصعيد، خلافًا للسياسة التركية المتبعة في سوريا والعراق وليبيا، وغيرها من مناطق النزاعات التي تدخلت فيها أنقرة.

3- البحث عن اتفاقيات جديدة بين إيران وأذربيجان: ثمة مَن يرى أن أهداف التصعيد الجاري بين إيران وأذربيجان لا ترتقي إلى مستوى الانخراط في حربٍ بينهما، وأن الهدف الأساسي له علاقة بمحاولة إيران ضمان مصالحها، لا سيما التجارية في جنوب القوقاز، ويتمثل هذا الهدف في ضمان مرور شاحناتها عبر قره باغ كما كان في السابق.

وهذا الأمر يتطلب توقيع اتفاقية مع أذربيجان تتنازل الأخيرة بموجبها عما تعتقده أنه حق ممارسة السيادة على المناطق التي سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة مع أرمينيا، وهو ما يعني إبقاء التواصل التجاري بين إيران وروسيا وأوروبا عبر هذه المنطقة.

استراتيجيات متناقضة:

في الواقع بالرغم من المحددات السابقة التي قد تحد من التصعيد الجاري في القوقاز، فإن الإستراتيجيات المتناقضة لإيران من جهة، وتركيا وأذربيجان من جهة ثانية؛ قد تبدو كفيلة بإبقاء هذا الصراع محتدًّا في المرحلة المقبلة، لا سيما في ظلِّ الطموحات الكبرى لأنقرة والمشاريع التي تطرحها على شكل تحول جيوسياسي.

وقد بدا هذا الأمر جليًّا من ملامح التقارب الجاري بين تركيا وأذربيجان مع أرمينيا، وطرح مشاريع مشتركة في مجال النقل والمواصلات وإقامة ممرات إقليمية وسماح أرمينيا لطائرات أذربيجان بالمرور في أجوائها للرحلات الجوية الأذرية بين باكو وناخيتشيفان، وهو ما يعني إمكانية تبلور شراكة بين أنقرة وباكو ويريفان بالرغم من الخلافات التاريخية بينها، ومثل هذه الشراكة ستعمق من جروح إيران في جنوب القوقاز، وربما يدفعها إلى المزيد من التصعيد.

خيار الحرب:

ثمة مَن يرى أن إيران قد تشعل حربًا حدودية مع أذربيجان لأسبابٍ كثيرةٍ؛ إذ إنها باتت ترى نفسها محاصرة من القوقاز، وتخسر كل يوم ميزات تجارية هائلة مع هذه المنطقة الحيوية، كما تجد نفسها أمام مشاريع إقليمية تأخذ من دورها ومكانتها، وأكثر ما تخشاه أن تنتقل تداعيات كل هذه التطورات إلى الداخل الإيراني.

ولعل ما يثير غيظ إيران هو موقف روسيا التي تشرف على الممرات والمناطق الحساسة في قره باغ؛ بمعنى أن التحولات الجارية في جنوب القوقاز تجري بإشرافها، والمشكلة: أن هذه التحولات تتزامن مع أخرى ليست لصالح طهران، مثل: التقارب الباكستاني مع حركة طالبان بعد سيطرتها على أفغانستان، والتقارب بين عددٍ من الدول العربية وإسرائيل بعد اتفاقيات السلام الموقعة بين الطرفين، والتقارب التركي مع مصر ودول الخليج العربية.

ويأتي كل ذلك بالتزامن مع تفاقم الوضع الداخلي في إيران، على وقع تعثر المفاوضات النووية حتى الآن، واستمرار العقوبات الغربية على طهران، وتزايد نقمة الداخل الإيراني.

وعليه هناك مَن يرجِّح خيار إشعال إيران حربًا محدودة مع أذربيجان، ويرى هؤلاء أن هدفها قد يكون توجيه رسالة صارمة للأذريين في الداخل الإيراني بأن التطلع إلى ما وراء الحدود ممنوع، قبل بحث طهران عن اتفاقيات جديدة تضمن مصالحها في جنوب القوقاز، وذلك دون أن يعرف أحدٌ كيف ستخمد النار التي ستشعل على الحدود؛ بسبب تعقيدات الصراع، وتضارب المصالح والاستراتيجيات، وتداخل التاريخ والجغرافيا وسط تأجيج المشاعر القومية في هذه المنطقة الحساسة والملبدة بالغيوم.

المصادر:

https: //m. akhbarelyom. com/news/newdetails/3530946/1/إيران-وأذربيجان-مناورات-وتحالفات-وعلاقات

https: //m. akhbarelyom. com/news/newdetails/3530946/1/إيران-وأذربيجان-مناورات-وتحالفات-وعلاقات

https: //aawsat. com/node/3238786

https: //futureuae. com/ar/Mainpage/Item/6727/بين-التهدئة-والحرب-توترات-إيران-وأذربيجان-لماذا-تغيرت-قواعد-اللعبة-في-القوقاز

https: //democraticac. de/?p=70069

https: //www. independentarabia. com/node/265996/

التعليقات مغلقة.